العمل عن بعد في اوروبا .. فرص ذهبية للأردنيين

{title}
أخبار الأردن -

شهدت أوروبا في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في نسبة الوظائف التي تمارس عن بعد (Remote Jobs). وهذه الزيادة كانت استجابة طبيعية للقيود التي فرضتها جائحة كورونا والتي أجبرت العديد من الشركات على تبني العمل عن بُعد لضمان استمرارية الأعمال. وكما اشار تقرير"يوروفاوند" (Eurofound)، ان نسبة الموظفين الذين يعملون عن بُعد في أوروبا ازدادت من حوالي 5% قبل الجائحة إلى ما يقارب 30%-40% خلال فترة الجائحة.

وبالإضافة الى ذلك، تعتبر مشكلة نقص العمالة الماهرة والمؤهلة، في القارة العجوز، من العوامل الرئيسية التي ساعدت في زيادة الاعتماد على العمل عن بُعد. حيث تواجه العديد من الدول الأوروبية نقصاً في العمالة المؤهلة في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات، تطوير البرمجيات، والتسويق الرقمي، والهندسة، والخدمات الصحية، وغيرها. ولذلك قامت العديد من الشركات الأوروبية باللجوء الى العمل عن بُعد كوسيلة لتعويض نقص العمالة المحلية من خلال توظيف موظفين من دول أخرى. كما وساعد هذا التحول الشركات على الوصول إلى مجموعة أوسع من المواهب دون الحاجة إلى الانتقال الجسدي.

وفي ذات السياق، ساهمت الثورة التكنولوجية في الاتصالات والإنترنت في نشأة تكنولوجيا وأدوات العمل عن بُعد، حيث أحدثت تلاشياً في الزمان والمكان، مما جعل من السهل العمل من أي مكان في العالم. وقد استمر انتشار العمل عن بُعد حتى بعد انتهاء الجائحة نظراً للتحديات المستمرة في نقص العمالة المهرة والتطورات التكنولوجية. وكما ان الشركات أصبحت تدرك فوائد هذا النموذج من حيث التكاليف والمرونة والوصول إلى مواهب جديدة. وبالإضافة الى ذلك، يتميز العمل عن بُعد بمرونة كبيرة في ظروف وساعات العمل، مما يخلق توازناً بين واجبات العمل والالتزامات الشخصية، ويعزز الإنتاجية ويقلل التكاليف التشغيلية، بالإضافة إلى توفير فرص لتطوير المهارات والتعلم من بيئات عمل مختلفة.

أخيرا وكعادتي لابد ان اتناول الموضوع من زاويتي الأردنية حيث يتطرق الى ذهني مشكلة البطالة في الأردن، واسأل نفسي: هل يمكن عمل استراتيجية لتشجيع العمل عن بعد وللترويج للعمالة الأردنية في أوروبا وخصوصا ان الأردن كان وما زال منتجا ومصدرا للكفاءات؟ لماذا لا يتم الاستفادة من العلاقات الدبلوماسية الأردنية القوية مع الاتحاد الأوروبي في بناء شبكة علاقات والتي يمكن أن يفتح الأبواب لفرص عمل جديدة؟ لماذا لا يتم إنشاء شراكات مع الهيئات الأوروبية والوكالات الخاصة بالعمل والهجرة لتسهيل تبادل العمالة؟ لماذا لا يتم التواصل مع المحترفين في المجال والعمل على بناء شبكة علاقات مهنية قوية يمكن أن تساعد في العثور على فرص عمل جديدة للأردنيين؟ لماذا لا يتم تقديم الحوافز للشركات الأوروبية لتوظيف العمالة الأردنية عن بُعد؟ اين دور السفارات والقنصليات وخصوصا الفخرية في فتح الأبواب للأردنيين والتسويق والترويج للعمالة الاردنية؟ لماذا لا يتم التعاون والاستفادة من المهاجرين الأردنيين في تعزيز وتيسير العلاقات للاستفادة في هذا المجال؟
تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير